الأربعاء، يوليو 20، 2011

التغريبة ( تذكرتى رايح جاى ) - بلدى يا بلدى

ربط حزام أمان الطائرة البوينج المتجهة الى إحدى عواصم دول النفط الكئيبة -الطائرة ..هى نفسها نفس النوع الذى تعرض لإسقاط على السواحل الامريكية ..لكنه لم يكن يضع أى إعتبار لذلك..- شعر بنشوة وحنين مفاجئين لأمه وأخوته وأصدقاؤه ...رغم أنه سب مئات المرات للبلد وحالها ..ورغم تمنيه الدائم بالهروب منها ومن أحوالها المتردية ...وزحامها وغبارها وضجيجها..والذهاب الى أرض جديدة قد يحقق فيها كل أحلامه ..

طعم البعاد صبار .. والغربية ليل بهتان
ياقلبى ياموجوع .. إياك تكون قلقان

لو طالت المسافات .. انا والأمل اخوات
وتالتنا كان الليل .. دة انا ليا فيها النيل

وليها فيا الروح .. ما اخترتش إنى اروح
ما انا جوعى كان كفران .. ملعون ابوك ياطموح

أخرك تشوفلى كفيل .. لكنى مش قلقان
تذكرتى رايح جى



أخرج تذكرته ليتأكد من وجودها كما إعتاد دائما خلال سفره فى السوبر جيت , وليتأكد من أنها تذكرة فى إتجاه واحد فقط ...سقط جواز سفره الاخضر ..ليؤكد له أنه مازال مصريا حتى الان ..

أنا مش فى بلدى عويل

لكـنى مش بتشاف .. زهرة سنينى عجــاف
مع إنى ليا عزيز .. افتونى فى رؤياى

لمـوا الأمانى إزاى .. حطوها على الباسبور
احلامى صبحت بور .. ممنوع عليه الضى

لكنى مش قلقان ..
تذكرتى رايح جى



تذكر أيام طفولته ..ولعبه مع أصدقاؤه فى شارعهم ..تذكر أنه لن يذكر عدد الذين تركوا البلد ..الى الخارج ..بحثا عن فرصة عمل تجنبهم المهانة وفقدان الذات ...
تذكر صوت وصورة والده الذى توفى وتركه وسط عواصف الحياه (بعد تخرجه من إحدى كليات القمة التى لم تتعاطف معه فى توفير فرصة عيش كريمة )..بدون ظهر يقيه غدر الزمان ...
تذكر سعيه الحثيث لايجاد فرصة عمل ..تنجيه من براثن البطالة ...
تذكر الحلم الذى حلمه يوما ...
بثورة شعب مصر على حاكمها ...ونجاحهم فى الاطاحة به ...
هل أصبح الحلم حقيقة ....


البعد عنك خوف .. وانا عالرجوع ..ملهوف

لكنى هعود ازاى .. ومكانى كله ضيوف
ياقلبى ياموجوع .. يا آهه حاضنة دموع

حب البلد بيعيش .. لما يموت الجوع
ياحضن بيساعنى .. واحتجت له وباعنى

ساعة ما مد إيديه .. شاور وودعنى
لكـنى مش قلقـان .. تذكـرتى رايح جـى


شعر بوحشة الغربة وكأبتها ...لكن تذكر مصيره المجهول فى وطن لا يسع سوى كباره اللذين تحكموا فى مصائره ...ينهبون خيراته ... و يعيثون فى إفساده ...
شعر أن مصير أولاده اللذين لم يأتوا بعد سيكون أكثر تشويها ....
قرر بداخله أن يعود فورا ...
حتى لو كلفه ذلك حياته ....فداءا لهذا الوطن العزيز ...

...........................................................................................

أستيقظ على يد تهزه بعنف محبب ...
"قوم يا منيل وأطفى الهباب اللى شغال ده...ومين اللى قاعد يندب حظه ده يا فالح..."
إبتسم إبتسامة أنارت وجهه الاسمر...حمد الله على أنه مازال فى سريره وأن وجه أمه مازال هو أول وجه يراه يوميا ...
أجاب بصوت يملئه البهجة والتفاؤل ...
ده..حمزة نمرة ..
تأكد بداخله أنه يعشق تراب هذه البلد بدون سبب حقيقى يدركه...
وأنه برغم كل الظروف ...
سيكمل المشوار الذى بدأه
فى الميدان .....
..........................................................................
واصل الاستماع الى الالبوم.....
خصوصا ..أغنية أخرى ألهبت فى صدره المزيد من الحماسة ....




بلدى يا بلدى

بلــدى يابلــدى .. وأنـا نفســى اروح بلــدى
أيــام وبتـرجــى بيتــنا ولا يـوم أبــدآ نسينــا

دم الأبطــال فــى سينــا أرض الفــيروز يابــلدى
بلــدى طنطــا ميـن اللــى قــال اونطــه ؟!


دول نــاس مافيهــومـش غلطــة شـى الله ياسـيد يابـدوى
يابوي على الصعايدة كرما .. ومحبة زايدة

وقلـوبهـم شـمعة قايـدة بتنــور كـل بـلدى
صــياد وبيـرمـى شبكُـة علشــان .. م اسكــندرية

إمبابـة منيــب وشبــرا ازهــر وحسيــن وأوبــرا
صــدق اللــى قال دى كبرى القاهرة .. دى بلــدى

معروف للكون مقامك فى حروف وفى سلامك
وابنك لو ماتش علشانك بيموت فرحان يابلدى

بلدى يابلدى ياما شوفتى كتير يابلدى
كله بيروح لحاله .. واللى يتبقى بلــدى



** إهداء الى كل محب ومخلص لهذا الوطن ,والى صديقى الذى دمعت عيناه بمجرد قراءة التدوينة قائلا لى...ربنا يسامحك, والى الفنان الذى الهمنى كتابة هذه التدوينة
المبدع ...حمزة نمرة ..
** يفضل قراءة التدوينة مع الاستماع الى الاغنيتين بشكل متتالى ...

السبت، يوليو 09، 2011

مقتطفات (ثورية) .. عن الثورة أولا..


* حُكّم صدام علنا ....وتوارى مبارك سرا خارج أسوار مستشفى شرم الشيخ ...
توقعات وإشاعات لا أجزم بصحتها ...

* تبنى النظام السابق شعار ضمان وصول الدعم لمستحقيه ...وسأتبنى - برغم أن التبنى حرام شرعا - شعار ...ضمان وصول الثورة لمستحقيها ...

ستيتس الفيس بوك 7-7-2011



* الثائر الحق ...هو الذى يثور ليهدم الفساد....ثم يهدأ ويضرب واحد كوكتيل ...ليعتصم فى الميدان ... (سلسلة الثائر الحق التى أنوى الكتابة عنها لاحقا)

ستيتس الفيس بوك 7-7-2011 ( كنت فايق تقريبا يومها )



* حكت لى صديقه ثورية (جدا) تعرفت عليها للمرة الاولى فى الميدان ...عن ذكريات أول يوم للثورة ....
تقول :
أتفقت مع صديق للنزول للتظاهر يوم 25 يناير (تعجبت بداخلى عن مدى جرأتها وشجاعتها الفائقة التى يفتقد اليها الكثير من أصدقائى الرجال ..اللذين خشوا المشاركة فى المظاهرات حتى بعد إنسحاب الشرطة)...إتفقنا على التقابل بعد إنهاء صديقى لإمتحانه ..صديق له تبرع بتوصيلنا الى حيث قررنا التظاهر فى ميدان مصطفى محمود - لم يكن يومها الميدان مكانا للفلول بعد ..ولم يكن طاله التشويه والعمالة بعد - ...قطعنا المسافة بالسيارة فى زمن قياسى ...8 دقايق تقريبا من الجامعة الى الميدان ...الطريق خالى من البشر بشكل عجيب لا يحدث الا فيما ندر ...لا يملأ الشوارع سوى جنود وضباط الامن المركزى ...
وصلنا أمام مسجد مصطفى محمود ...الميدان خاويا سوى من ضباط وجنود الامن المركزى ..للدرجة التى جعلت بعض الضباط يبدأ فى شراء الفاكهة ... القيام بالمزاح مع بعضهم البعض .. حتى أن صديق صديقى الذى تبرع بتوصيلنا بدأ بتشطيفنا - مصطلح يطلق كناية عن التريقه الفائقة - والسخرية من الثورة ومن فكرة نزولنا للتظاهر من الأساس ... حتى أنه إقترح علينا أن ننزل لشارع جامعة الدول العربية ...لغرض يعلمه جميع راغبى نزوله لذلك الهدف..
قررنا الذهاب لميدان التحرير لعل أن تكون الثورة بدأت هناك ...
بمجرد خروجنا من المترو ....سألنا بشكل مباشر .. هى الثورة فين ؟؟
أشار الذى سُئل ...بيقولوا فى الميدان ...توجهنا قريبا من الميدان ... لم نجد شىء ..قرر صديقى بعد أن يأس من وجود ثورة ..الى الرحيل ....
وصلت الى منطقة شاهدت فيها شاب يصرخ بهتافات وشعارات وحيدا محاطا بدائرة حديدة تضيق من رجال الامن المركزى ...يحاول الصراخ أكثر فأكثر ...يقفز ليصل صوته إلى خلف الدائرة ...تضيق الدائرة حوله...يختفى صوته ....يصير مصيره كمصير الكثيرين فى تلك الاحوال...
فجأة تطل علينا مسيرة قادمة وهتافات عالية قادمة من إتجاه أحد الشوارع المتفرعة من الميدان ...أتجه نحوها فورا ....لأجد شخصا ضخما ملوثا بدماء شخص أخر يستند اليه ..ورأسه مصابه بجرح واضح .... يصرخ الرجل ضخم الجثة ...
اللى جاى يمثل يروح ....اللى جاى يمثل يروح ....يتجه الرجل عكس سير المظاهرة ...يبدو أنه قرر الرحيل لانه تقريبا كان بيمثل ....
تبدأ المناوشات بيننا وبين الشرطة بقذف متبادل بالحجارة ...التى يضربها رجال الامن المركزى .. فنردها عليهم بشكل أدق وأكثر قوة ..
لخصت الفتاة الثورة فى جملة واحدة ..هى السبب فى الثورة من وجهة نظرها ...
( اللى جاى يمثل .....يروح )

* الحزب الوطنى يناشد أعضاؤه بسرعة إستخراج كارنيه الفلول ...
ستيتس الفيس بوك 24-6-2011


* قررت مع أحد الاصدقاء عمل إئتلاف خاص بالشلة ...تيمنا ب(إئتلاف شباب الثورة الالكترونية على الفيس بوك) -هكذا إسمه -..اللذين قاموا بتوزيع منشور خاص بإئتلافهم علينا فى الميدان (وقمنا بتمزيقه فورا)...ولم يلفت نظرنا فى الائتلاف سوى إسمه فقط ...

* يتفق صديق لى على الذهاب معى للتحرير فى مليونية الثورة أولا ...فيعتذر بعدها بفترة ليذهب لفرع كشرى التحرير الخاص بمحافظتنا ...بدلا من ميدان التحرير ...
لتتحول المليونية بالنسبه له الى مليونية (العدس أولا )...

* أجمل ما سمعت تعقيبا على مليونية (الثورة أولا) أن ....
للثورة شعب يحميها ....




..................................................................................
إعتذار واجب ...
أتوقع الا ينال البوست التعليق الذى أتمناه نظرا لإهمالى الشديد فى التعليق( وهى فلسفة المدونات بصفة عامة) لدى الكثيرين فى الفترة السابقة, وعدم متابعتى المنتظمة لهم نظرا لتغيبى الطويل الغير مبرر - والخارج عن إرادتى - عن متابعة معظم المدونات الصديقة...وأتمنى الا يخيب أملهم فيما أكتب رغم قلته الشديدة ...
وأتمنى أن يلتمس (من يهتم بما أكتب) لى العذر ولو مؤقتا ...
**
ملحوظة ....
الصور منقوله للامانة ...