الثلاثاء، مارس 16، 2010

عفوا ...الالهه لا تموت



لن اقولها مجددا كما قالها ابراهيم عيسى من قبل فى فترة الشائعة الاولى حول صحة الرئيس ..والتى نال بسببها حكما بالحبس لمدة سنة وغرامة مالية , ولم يفلت منه سوى بعفو رئاسى على الحكم - وانا بالتأكيد غير مغرم بالسجن , وكما اعتقد ان الرئيس لن يتدخل للعفو عنى هذه المرة ..نظرا لكونه مريض ويعيش فى المانيا حاليا ونظرا لانه لا يعرفنى بالتأكيد ....- , كما اننى غير مقتنع تماما بموت الرئيس هذه المرة بالتحديد ...على عكس المرة السابقة ( وحاشا لله ان انكر الموت على احد ..فقد مات اشرف المرسلين وهو خير خلق الله ) التى كنت مقتنعا فيها بوفاة الرئيس( اطال الله فى عمره ) بشكل اكبر - ..فأنا فى المرة الاولى كنت متأكد ..كنت متأكد ..مع انى كنت شاكك ..-, ورغم شكى فى كون الامر فى المرة الاولى كان مجرد جس لنبض الشائعة على احوال الشارع المصرى وقتها......لرؤيه ما قد تؤول اليه احوال البلاد فى حالة حدوث امر مشابه فى المستقبل , وان كنت استبعد ان يكون الرئيس نفسه هو صاحب الفكرة.فمن يحب ان تخرج عنه اشاعة بموته..فذلك نذير شؤم فى حد ذاته لا يرضى به احد على نفسه , وبالرغم من الاشاعة الاولى التى اثبتت عدم صحتها ..فلم يحدث اى تغيير فى البلاد بعد انتشارها ... ولم تحدث اى ثورات ..او انتفاضات ..او اضرابات ( اكثر من معدلها الطبيعى ..فالمعدل الحالى للاضرابات وصل الى 6 اضرابات يوميا ...وهو مقارب للحدود العالمية...اطمنوا خالص احنا زى الدول المتقدمة بالضبط ) ولم ينهار الاقتصاد او تتأزم المواقف السياسية بين مصر واى من اعدائها ........ اذن اعتقد ان القائمين بنشر الاشاعة فى المرة الاولى - اذا كان هناك من قاموا بذلك اصلا - .. ..تأكدوا مما لا يدع مجالا للشك بان احوال البلاد مستقرة تماما وان مصر دولة ذات سيادة ولا تتأثر بتلك الاشاعات على الاطلاق , ولذلك انا متأكد من عدم رغبتهم بنشر نفس الاشاعة مرة اخرى ..خصوصا انهم تعمدوا نشر اخبار مسبقة عن قيام الرئيس بعمل عملية جراحية فى المانيا للتخلص من المرارة والاعلان عن مكان واسم المستشفى واسم الجراح وطبيب التخدير والممرضة ايضا - كان ناقص يعلنوا عن اسم عامل الاسانسير - ..على غير العادة خوفا من اى اشاعات جديدة عن وفاة الرئيس قد يستغلها المعارضون والطامحون بزعزعة استقرار البلاد وسلامتها خلال فترة غيابه لاجراء الجراحة ..لذلك فقد شاهدنا الفريق الطبى الالمانى -على غير العادة ولاول مرة - ..يشرح حالة الرئيس الصحية بدقة شديدة , والموقف الجراحى , وكيفية التدخل , ولم ينقصنا سوى مشاهدة العملية لايف اثناء قيامهم بها .....ليس ذلك فقط بل قام نفس الفريق باعلان نجاح عملية ازالة المرارة واستقرار حالة الرئيس الصحية بعدها مباشرة , كما استمرت الصحف فى نشر اخبار عن تحسن الوضع الطبى للرئيس يوما تلو الاخر ..وانتقال الرئيس من غرفة العناية المركزة الى غرفة عادية بل ووصل الامر لوصف الوجبات التى اكلها الرئيس فى وجبة الافطار احيانا ( زبادى وعسل ابيض ..بذمتكم حد فينا تشبعه الوجبة دى) .....لكن يبدو من جديد ان هناك من يرغب اما فى جس نبض الشارع مرة اخرى - بتكرار لا داعى منه هذه المرة على ما اعتقد - , او ان هناك من يرغب فى زعزعة استقرار البلاد ..التى لا تهنأ على الاستقرار لفترات كبيرة.... او - وهو الاغلب من وجه نظرى - تمنى كثيرين ان يصدقوا ما اشاعوه للدرجة التى تجعلهم يعيشون حلم تصديق ما اشاعوه ولو لأيام معدودة ....ومما يؤكد لى ان الخبر به كثير من التلفيق , هو المواقع التى نشرته والتى لا تستطيع ان تحدد هويتها او مصدرها او جهة تحريرها, والتى لم تنشر على لسانها من قبل اى اخبار هامة سوى هذا الخبر العارى من الصحة .. كذلك صيغة الخبر الهلامية المطاطية التى لا تفسر سر اخفاء الامر على الشعب فى الوقت الحالى او المبرر السياسى او تذكر حتى كيفية حصولها على المعلومات الخطيرة ....
واحمد الله ..انه على عكس المرة السابقة التى رفض فيها الرئيس تكذيب الاشاعة والظهور فى التلفاز ليكذبها - حتى ولو بلقاء مع اى من الوزاراء من وزراء حكومته ...لا اعرف لماذا ..هل كنوع من العند ؟؟- ...الا انه هذه المرة ورغم تعبه وارهاقة .. فقد اذاعت القنوات المصرية خبرا عن تحسن احوال الرئيس بشكل كبير مع اظهار صورة له مع طبيبين وهو مرتديا لمعطف منزلى مع التأكيد على ان الصورة التقطت صباح اليوم ......ليأتى الخبرمع الصورة كرد دامغ على كل الاخبار الملفقة ,والشائعات الغير مبررة فى الفترة الاخيرة .
ما اثار حفيظتى هو رد فعل الصحافة الرسمية والحكومية ايضا للرد على الخبر ..بل تواطأها .. بشكل غير متعمد فى محاولة زعزعة الشك لدى القارىء فى احتمالية صحة الخبر ..لتكسب عدد اكبر من القراء ..ولزيادة ارقام التوزيع .....ففى البداية تحدثت الصحف عن عملية لازالة المرارة ..وازدادت يوما بعد يوم ..بورم حميد بالاثنى عشر تم ازالته.....فقط بلا اى تبرير للمعلومات الجديدة ..سوى اللعب على شك القارىء .
مؤخرا زادت الصحافة من الشك ...بأن طالعتنا على خبر اخر مشوب بالشك والريبة عن وصول مولود السيد جمال مبارك الاول ...والذى سيسميه ( محمد) على اسم والده - لتزيد شك القارىء مئات المرات فى خبر الوفاة - ..معلنا وصول الوريث الثانى خلفا لوالده وجده ....والخبر بلا تفاصيل كالعادة ..اعلن ان زوجه جمال مبارك فاجأتها الالام الولادة وهى فى المانيا ..وتم دخولها للمستشفى للولادة هناك ...(يبدو ان الاسرة كلها ستعيش قريبا فى المستشفى الالمانى !!)....
لا اعرف لماذا تجتهد الصحافة فى اخبار الرئيس وعائلته ... اليس للرئيس وعائلته الحق فى حفظ اسرارهم ايضا كما الفنانين والنجوم ؟؟..... فالفنانة شرين مثلا طلبت نصف مليون جنية لنشر صور ابنتها فى الجرائد والمجلات ..بعد ان رفضت اى تدخل سابق فى حياتها الاسرية ..اعتقد ان الرئيس وعائلته اولى من الجميع بذلك ....
و اختم كلامى عن الرئيس ومرضه ...
بقوله تعالى ( واذا مرضت فهو يشفين )
.....................................................................................................................
موضوع اخر اثار الجدل فى الاونه الاخيرة هو صفحة مدعى الالوهية على الفيس بوك والذى اختلف الناس على موقفهم تجاه صفحته ...وهل يقوموا بنشر الصفحة لمقاومته ....ام يتجاهلوه لانها من شخص مريض لا يهوى سوى الشهرة, او هو فرد ضمن مخطط لنشر الفكر الالحادى عبر الانترنت ....ام هو - وهذا الاغلب - مجرد شىء نقوم فيه باثبات حميتنا وغيرتنا على ديننا , واظهار تديننا الشكلى والمظهرى بشكل امثل ...عبر تهديدات لصاحب الصفحة , وعبر تمرير الصفحة للاخرين لتحذيرهم منه , ولتحفيزهم على الرد على صاحبها, ومطالبة ادارة الفيس بوك باغلاقها ,والا ستتم المقاطعة لموقع الفيس بوك كما سبق ونفذت بالفعل ....فى حين ان هناك من يرى ان تجاهل هذه الصفحة هو افضل حل لان الهجوم على الصفحة يجعلها تكتسب مزيدا من الاعضاء مما يجعل غلقها يحتاج لعدد اكبر من المبلغين عن الصفحة لادارة الفيس بوك ...كما ان الرد فى الصفحة لم يكن بشكل دينى او ثقافى محترم بل فى شكل شتائم وسباب وبذاءات ضد صاحب الصفحة ...بشكل يسىء للمسلمين اكثر مما يسىء لصاحب الصفحة - الذى نشر ايضا اسم احد المشكوك فيهم كصاحب للصفحة عبر بعض المواقع الغير معلومة الهوية والمصدر كما حدث فى خبر وفاة الرئيس - , بالاضافة الى الخوف من دخول من هم لا يفقهون فى الدين ..وامكانية تأثرهم بما يقرأونه فى الصفحة مما ي جعلهم يشكون فى دينهم !!!! - كلام لا ارى انه سليم ... لان الصفحة اقل بكثير من ان تصدق -
اعتقد انه من الاولى بنا ان نكون ذوى موقف قوى وفعال وايجابى تجاه امور اكثر اهمية كالاقصى والقدس مثلا ( وبالاخص هذه الايام ..حيث ازداد الوضع تأزما)... بدلا من اهتمامنا بصفحة مدعى الالوهية على الفيس بوك .....
لكن للاسف نحن اصبحنا من هواة الشو الدينى .....
ومثلما حدث فى المرة الاولى باغلاق صفحة الفتاة الالمانية على الفيس بوك التى كانت تسب الاسلام والقران..بعد مقاطعة للفيس بوك دامت ليوم واحد فقط !!!....اتوقع ايضا ان يتم اغلاق صفحة مدعى الالوهية ..ليخرج المهللون ..معلنين انتصار المقاطعة الالكترونية ولعنهم للكافر صاحب الصفحة ...ومبشرين بانتقام الله منه باصابته بمرض خبيث او حتى موته .....مؤكدين ان (الالهه لا تموت ).
هذا هو حالنا للاسف ................


ملحوظة ..
العنوان مأخوذ من عنوان بنفس الاسم للكاتب ابراهيم عيسى تم نشره فى جريدة الدستور منذ حوالى عام

ليست هناك تعليقات: