الأحد، أبريل 04، 2010

إحباط عام


كنت اظن نفسى - فى الفترة الاخيرة - الوحيد الذى يتملكه الاحباط والملل والرتابة والزهق والخنقة والكأبة و سوء الحالة المزاجية ( المود ) و........سلسلة طويلة من الصفات التى تعكس ما كنت اظنه عارض شخصى ....الى ان فوجئت بأن كل من حولى مصاب تقريبا بنفس الاعراض بلا سبب واضح او هاجس مشترك بيننا او لكارثة حلت بنا جميعا - لا قدر الله -......
والغريب ان الكل اصبح مصاب بهذه الحالة لسبب يعلمه ويجهله فى نفس الوقت ....كما لو ان الهواء اصبح مختلطا بغاز لا رائحة له , يصيب من يستنشقه بهذه الحالة الغريبة التى اصابت جميع من اعرفهم بالتحديد .....
بدأت الحالة معى بلا سبب اعرفه , استمرت باسباب تزداد يوما بعد الاخر ... و يبدو انها تتجه للزيادة فقط ولا تعرف طريق للعودة لنقطة البداية , حاولت الخروج منها كثيرا بخروجة حلوة او جلسة مميزة او صحبة محببة او اكلة مفضلة او ....... لكن للاسف تختفى الحالة مؤقتا ثم تعود بشكل اكثر وضوحا عن سابقه ..........
هل تكون الحالة مرتبطة بالجو العام للبلد هذه الايام ؟؟ والتى انعكست على الجميع بشكل غير مباشر واختلطت بحالتهم الذاتية ...ليصبح الاحباط عاما اختلط بالاحباط الخاص ..........للاسف ارجح هذا بشكل كبير..........
كلنا اذن فى الهم سواء.....كلنا لديه مشاكله وهمومه ...كلنا يحاول الخروج منها بشكل او بأخر كلنا نصارع الازمات ....... لذا فكلنا محبطون .....لذا وجب التنبيه .
ادعوكم لقراءة هذه الابيات للشاعر وليد فؤاد والتى تحدث فيها عن ظاهرة الاحباط العام منذ عصر الملكية ...............

الإحباط القومي العــــــــــــــام

مُنذُ حَوالي السِّتين عام
كُنَّا ف عصر إسمه المَلَكيَّة
وجَواري وكمان خُدَّام
طرابيش بشوات وأفندية
وعشان تبقي الحِسْبَة تمام
جابوا حُكومات إئتلافية
والمندوب السَّامي كمان
كان بيشارك ف العملية
وعشان حُرّية أوطان
ظهرت تنظيمات سرّية
وإغتيالات وحُروب وصدام
والشخصيَّات المنفية
وصَبَح كُل الشَّعب أمام
الإحباط القومي العام
***
وجَنَاب الصَّاغ والبكباشي
وف عزبة ناظر أنفار
إقطاع ومزارع ومواشي
تصدير أقطان بالقنطار
وبلدنا اللِّي مابينوبهاشي
إلا الجوع والموت والنار
الكرابيج والحُكم الفَاشي
والدم السايل أنهار
وبقينا نعيش بالأوهام
ف الإحباط القومي العام
***
وفلوجة ف قلب فلسطين
وعساكر بتموِّت روحها
وغلابة بتموت ف الطين
والسُّخرة أهي بانت ملامحها
وغناوي الشعب المسكين
يمكن تقدر تشفي جُروحها
وصبح كل أملها دفين
ولا تقدرتوصل لطموحها
وصبحنا ف حُكم الأغنام
م الإحباط القومي العام
***
قامت ثَورة بحبِّة عسكر
قالوا هانقضي علي الإقطاع
وهانبني وكمان هانوفر
ونحسن كُل الأوضاع
ولا يقدر في بلدنا يفكَّر
أيُها نطع من الأنطاع
ولا ندل هايقدر يتنكَّر
ولا تاني وطنَّا هايتباع
وننَّجي الشًعب المقدام
م الإحباط القومي العام
***
وإشتراكية وحُكم الفرد
وأغاني بالروح والدم
والفلاح بقي يملك أرض
قلنا خلاص راح ننسي الهَم
بنك التسليف يديك قرض
وتسدِّده بالرَّاحة ياعَم
ومصانع بالطول والعرض
أصوات مدح وأصوات ذم
ومابينهم هايجيلنا جنان
م الإحباط القومي العام
***
وقالولنا نأمم مواردنا
لجل نشيِّد سَد النِّيل
والعدوان راح شق حدودنا
لجل ما نخضع للتمويل
لولا البورسعيدية جدودنا
كُنَّا بقينا في هَم تقيل
قلنا إيديكو هاتوها ف إيدنا
بس نلاقي حَل بديل
دي عنينا بقت مش بتنام
م الإحباط القومي العام
***
قالوا يا أهلاً بالمعارك
ده احنا جُيوشنا تشُق الصَّعب
رددنا الأُغنيَّة كذلك
أُنشودة وحكاية شَعب
لو معركة مع عدو نشارك
في قلوبهم راح نلقي الرعب
وإتنكست مصر الأهرام
فوق إحباطها القومي العام
***
وإتغير حاكم دولتنا
وهاناخُد خطوة لقدَّام
ومراكز قوة بتبعدنا
عن أصل الصورة التَّعبان
مع ثورة تصحيح خلتنا
نعرف كواليس الحكام
وإنفتحت ع البَحَري بيوتنا
والحرامية بقت أعيان
وعرفنا أسرار وكستنا
والإحباط القومي العام
***
وسلاح مستورد هايجيلهُ
سنة الحسم خلاص أهي حانت
هايحارب وهاينقذ جيلهُ
وكرامة شعبه اللي اتهانت
والأصوات فِضْلِت تناديلهُ
دي بشاير معركتك بانت
أُعبر خلصنا يا هُمام
م الإحباط القومي العام
***
وحاربنا من أجل سَلاَم
لجل ما ترجع لينا الأرض
وصبحنا بنحكي لقدَّام
عن معركة وبنسرد سرد
وبقينا ليهم خُدَّام
وإتفاقية ما تحفظ عِرض
وبدأنا ف شُغل الافلام
بالإحباط القومي العام
***
حفلة وضَرب رصاص ومنصَّة
تشهد علي غَدر الأجيال
يللا يابلد إحكيلنا القِصَّة
طول عمرك شايفة الأهوال
وخيانة وبشاعة وخسٍة
وروايح فايحة وأندال
وبنحلم خطوة لقدَّام
ف الإحباط القومي العام
***
وبدأنا ف عهد الإصلاح
حُكم جديد وسعيدة مبارِك
والشَّعب ما بطَّل إلحاح
علشان نبنيها ونتشارك
وبقي شعارنا جهاد وكفاح
وصبح ليلك زي نهارك
وغلابة من غير أفراح
مقهورة وحزينة كذلك
وبقينا بنقطَع أرحام
م الإحباط القومي العام
***
آدي القصة يا شَعب غلابة
م الملكية لحد الآن
دي حكاية حملان وديابة
سنوات غرقت في الأحزان
وإزدادت في حياتنا كآبة
ولا فاضل أمن ولا أمان
لازم نصحي نفض الغابة
وتزهزه بعد الأحزان
ونخلَّص أرواحنا أوام
م الإحباط القومي العام

هناك تعليقان (2):

Mona يقول...

ياشري هو المحبط يدور على قصيدة زى ديه يقراها!! علشان تجيب له أكتئاب أكتر- الاحباط ده حالة عامة ولو أستسلمنا يبقى حنغرق كلنا وتصرفاتنا كلها حتتسم بالعصبية والارف وده مش صح حاول تقرأ كتاب خفيف أو تشوف فيلم أجنبى حلو ورايح دماغك شوية من التفكير - تحياتى

شريف القاضى يقول...

مدام منى : معاكى حق والله ....بس القصيدة دى بتطاردينى اينما ذهبت