قالوا السياسة مهلكة بشكل عام ...
وبحورها يا ابنى خشنة مش ريش نعام ...
غوص فيها تلقى الغرقانين كلهم...
شايلين غنايم ..والخفيف اللى عام ...
وعجبى ..
ألقيت بكتاب الرباعيات لصلاح جاهين مسرعا على غير عادتى معه , فكم عانت معى تلك النسخة التى إستعرتها من صديق لى - لا يهتم بالقراءة من الاساس - منذ عدة سنوات , لأنها كانت نسخة لوالده الذى يعمل بإحدى دول النفط ...تلك النسخة الممهورة بتوقيع لشخص ما أهداها لوالده فى مناسبة مشتركة بينهما – وبالمناسبة أيضا فأنا لم أُعُيدها له حتى الان - ..ليست المشكلة بالتأكيد فى تلك النسخة بالتحديد..فقد أشتريت غيرها أكثر من نسخة وأكثر من طبعة...كما أحتفظ بنسخة أخرى منه على حاسبى الشخصى بصيغة البى دى إف ....
بعد أن أنهيت قراءة تلك الابيات كنت مشحونا بشحنة أضافية من الثورة والانطلاق وكأننى وضعت للتو على شاحن لبطارية من بطاريات إطلاق الصواريخ للفضاء ( كذلك الصاروخ البائس الذى حمل القمر الصناعى المصرى التائه مؤخراً).. شعرت للحظات أننى جيفارا ..أرتديت ملابس تليق بثورى مثلى ..بنطلون من الجينز , وتى شرت مكتوب عليه بالانجليزية نعم نحن نستطيع ( yes we can) كشعار البرادعى فى حملته للتغير , وشعار الكبير (أووى) فى رمضان الاخير ...لم أرتدى ساعتى الرقمية كالعادة ..أخرجت حافظة النقود ..التقطت منها مبلغ محدد من الجنيهات ووضعتها فى الجيب الامامى الايمن للبنطلون ...أخرجت بطاقتى الشخصية ذات الرقم القومى , ووضعتها بالجيب الخلفى الوحيد ...ألقيت المحفظة على المكتب الغير مرتب .. حملت بعض اليفط المكتوبة على لوحات ورقية متوسطة الحجم والمدعمة بقطعة من الخشب لحملها ... كان على أن انطلق الان بأقصى سرعة للحاق بميعاد المظاهرة المقرر تنظيمها داخل الجامعة أحتجاجا على ضرب الطالبة سمية بجامعة الازهر بالزقازيق , وكذلك للمطالبة بخروج الحرس النهائى خارج أسوارالجامعة .. بعد قرار المحكمة بخروجهم الالزامى الذى تماطل فيه الدولة حتى الان ...
كان اليوم فى مخططى مشحونا ومزحوما بالعديد من الوقفات والاحتجاجات ..فى العاشرة صباحا مظاهرة الجامعة - رغم أننى أنهيت علاقتى بالجامعة منذ سنوات عديدة - يليها إعتصام صّحفى الدستور بنقابة الصحفيين ..بالطبع أنا لست صحفى ولا أعمل بالدستور ..لكننى متضامن معهم كما تضامن معهم كبار الكتاب والصحفيين ..كعلاء الاسوانى وبهاء طاهر وأحمد فؤاد نجم ومحمود سعد و ...غيرهم من محبى الدستور وعيسى ...يليها مشاركة سريعة فى مسيرة ضد الغلاء والمطالبة برفع الاجور ..لا أعرف بالتحديد منظميها..لكنها كانت بلا دعوى من أحد ضمن جدولى المتزاحم ...
ثم أواصل يومى بمظاهرة أخرى أحتجاجية ينظمها شباب الاطباء وتبدأ من أمام مستشفى القصر العينى للمطالبة بكادر مشابه لكادر التربية والتعليم ... وإذا تبقى لدى بعض الوقت سأتوجه مباشرةً للمشاركة فى الوقفة السلمية التى ينظمها مجموعة من الشباب الغاضب بعد تأجيل الحكم فى قضية خالد سعيد ...
ياله من يوم شاق هذا اليوم ...الله أعلم بما سينتهى الحال اليه .. وإن كان الاحتمال الاكبر هو التشريف فى التخشيبة لبضعة ساعات على الاقل وقد تصل الى عدة أيام على أقصى تقدير ....
ها هو مخطط اليوم بالكامل موضوع الان أمامى وكأنه على شاشة عرض سينمائى.
أتخيل أحداثه مسبقا ..وأتوقع وجود نسخة مطابقة من ذلك المخطط لدى جهاز أمن الدولة العتيد ....أواصل تفكيرى خلال إتجاهى للمحطة الاولى لهذا اليوم الذى لا يعلم به سوى الله.... نسجت مقارنة خيالية للمقارنة بين حال المظاهرات المصرية ومثيلتها الفرنسية كمثال فى الفترة الاخيرة ...فالمظاهرات الاخيرة أجبرت الحكومة الفرنسية على الانصياع لطلبات المتظاهرين بينما نحن نقوم بمثيلها يوميا بلا أدنى تأثير ..كذلك تدخلت الشرطة الفرنسية لتنظيم المظاهرات وتوجيه المتظاهرين ..لا لركلهم وضربهم بأدوات رجال الامن المركزى والمخبرين المدربين...
أسرح أكثر بخواطرى وأفكارى فى الشعارات والهتافات المناسبة لكل مظاهرة او مسيرة ..مثلا
فى مظاهرة الجامعة .... سأهتف مع الطلبة ( حرس الجامعة بره بره ... إحنا رجالك يا سمية ...)
وفى أعتصام الدستور ... سأهتف مع المعتصمين (يا صحفى قولها صريحة ... دستور أدوارد عار وفضيحة ...) ( رضا أدوارد جاى يخربها ...بعد ما بدوى سابها وباعها ...)
وفى مسيرة الغلاء والمطالبة برفع الاجور ... سأهتف مع المتظاهرين ( غلو السكر ...غلو الزيت ...وكمان بعنا عفش البيت ..) ...
وفى مظاهرة الاطباء ...سأهتف مع المحتجين ( الدكتور يطلع عنيه ...وبياخد 120 جنيه...)
وفى وقفة خالد سعيد ...سأهتف مع المتظاهرين ..( الطوارىء يعنى أيه ... يعنى فساد نايمين عليه ...)
...............................................................................
على غزة من يد مدربة ...أستفقت من خواطرى وأفكارى..ظننتها فى البداية يد عسكرى أمن مركزى محنك أصطف مع زملاؤه خصيصا لمنع دخولى لإحدى المظاهرات او الاعتصامات التى كنت مقررا المشاركة فيها ...لكنها ولله الحمد كانت يد والدتى الغالية..تطالبنى بالاستيقاظ لتنظيف حجرتى المكركبة ..وللحاق بصلاة الجمعة ..؟؟ ..(أعرف أنها النهاية التقليدية المعتادة والتى توقعتها سيادتك منذ البداية ...)..
...أستفقت لبرهة أخرى...
جمعة !!! ....يبدو أننى كنت أحلم بالتأكيد ..فبالطبع لا يوجد كل هذا الكم من المظاهرات او الأعتصامات او الاضرابات فى يوم واحد , وخصوصا فى يوم الجمعة الذى تخلو فيه المظاهرات والاعتصامات الا فيما ندر .....
تمالكت نفسى وحمدت الله أننى مستيقظا فى سريرى لا فى القسم ..تركت سريرى سريعا خوفا من بدء آثار التنفيض و حتى لا أصاب بخبطة منفضة طائشة او ضربة يد مقشة صائبة ....
وكى لا أصبح ضحية من ضحايا التنفيض.. بدلا من سعيى السابق لأكون ضحية من ضحايا التعذيب...
إتصلت بصديقى الذى كان يحدثنى بالامس عن مشروع التوريث بالشكل الذى كان يتخيله أثناء جلوسنا بالقهوة ..لأصدمه بخيبته وفشله كمحلل وخبير سياسى مثلى ..تمثلت الصدمة له بخبر يتصدرعدد المصرى اليوم الذى قرأته على صفحة الجريدة الالكترونية فور دخولى لصفحة الجريدة على الانترنت ...
على الدين هلال : مبارك الرئيس القادم وترشيح جمال «أوهام» و«نفاق» ...
ها قد أتضحت الصورة التى رّسمت الكثير من ملامحها مؤخراً بتحليلى النموذجى لهذا التوقع مسبقاً..قبل نشر هذا الخبر كنوع من الفطنة الزائدة -المؤقتة- منى ..واصلت تفسير الخبر لصديقى مكرراً ما شرحته له بالامس بشكل أستعراضى كامل...مبرزا له كافة عضلاتى ومعلوماتى السياسية ...
أن الرئيس مبارك يمتلك من الذكاء ما يمنعه من التنازل عن السلطة لابنه ...لانه بذلك يكون قد خالف كلامه عن عدم نيته للتوريث ..والذى أكد عليها فى أكثر من حديث وحوار سابق ..وعادة الرئيس لا يكذب (والقطنة ما بتكدبش) , كما أن الرئيس لن يتحمل مواجهة ثورة شعبية قد تحدث فى حال تولى جمال السلطة ..ويكون وقتها غير ذى سلطة ..والله أعلم ما قد تؤول اليه الاحوال ...
كما أن التجارب العربية بتوريث الحكم فى تلك الدول كسوريا والاردن لم تحدث سوى بوفاة الاباء ...( أطال الله عمر الرئيس بالطبع..وقصر فى أعمارنا ) ... أنتبهت فجأة أننى أتحدث من الهاتف الارضى الذى صرح وزير الاتصالات بأن جميع الاتصالات عليه مراقبة واللى خايف ما يتكلمش ...
غيرت الموضوع بشكل أزعج صديقى الذى كانت لديه رغبة ملحة للمواصلة ...وأخبرته بشكل مباشر أننى مضطر لغلق الاتصال للحاق بصلاة الجمعة ....
يبدو أننى لن أتعظ مها حصل لى ...وبعد أن نصحنى العديدين من المقربين وغير المقربين .. بالابتعاد عن السياسة وكل ما يحيط بها من بلاوى ومصائب ...لا يعلمها الا الله ...
فهى بحق مهلكة بشكل تام ....
هناك 13 تعليقًا:
هاهاهاهاهاا .. عندك قدرة غريبة انك تسخر من كل حاجة و اى حاجة ... و سردك القصصى فظيييييييييييييييييييييييع :))))))
مقطع نفسك مظاهرات...بس انت سايب المحفظة ليه؟ هو في قلة مندسة برضة في المظاهرات دي راحة تسرق... ربنا يخلى الريس ..تصدق نفسي يخش كتاب الجينيس ريكورد وهانت كلها فترة تانية ويخش ...أنت رجعت تأكيد الكلمات ليه تاني؟
سوري طلعت مرة واختفت خلاص ...تاكيد الكلمات
السنة دى تحديدا ماعدتش مستحملة برامج التوك شو و لا طايقة السياسة
كلهم كدابيين و الجو مسمم
كلنا شريف القاضى :)
نور...
ربنا يكرمك على كلامك الحلو
تراكيب...
المحفظة لان للاسف كل الاشياء الايجابية لابد من وجود قلة مندسة للاستفادة سواء بشكل شخصى او بخطة لهدف اكبر...
وبالنسبة لموسوعة جينيس ..انا كمان نفسى بخش :))
تيرز ...
فعلا الجو بقة مسمم اوى اوى ..
مدام منى ..
دايما واقفة معايا ..حتى فى المصايب
:))))
طول عمرك تحاليلك نموذجيه بس مفيش حظ بقي . . قاضي إسما فقط . . D:
لأ مش حظ يا مصطفى , ده كسل ..!!! بقالى ميت سنة اتحايل عليه يبعت للمصرى اليوم و البيه بيتنطط .... ربنا قال اسعى يا عبد و انا اسعى معاك يا سى شريف يا كسلان :)))
مصطفى ...
متشكر على رأيك فى تحاليلى المتواضعة ..ده بس من زوقك ..وفعلا كنت أتمنى أبقى قاضى فعلا وأسما ..:)
نور ...
أنا بعترف أنى كسول فى موضوع النشر الالكترونى ..بالاضافة لجزء عدم أهتمام ..بالاضافة أن بذمتك موضوع زى ده يتنشر أزاى فى المصرى اليوم ؟؟؟ ..أنا لو منهم أبلغ أمن الدولة عن واحد بيكتب كلام زى ده ...:)
اممممممم ... و انت يا ترى مكتبتش غير ده عشان تبعته ؟؟؟ يللا يا كسول بلاش حجج :)))
تعرف انا نفسى اسمع بس لقب رئيس مصر السابق حتى لو مسك جمال مصر الدولة الوحيدة اللى مفهاش رئيس سابق فيها راحل فقط
تحياتى ابراهيم رزق
ايه الكفاح دة ..؟؟
كل دي مظاهرات ؟؟
انت كدة المفروض تلبس تي شيرت عليه ربنا يستر :)
مش yes we can :)
و صبح صبح يا شريف :)
استاذ ابراهيم رزق ..
تقريبا ده الحال فى معظم الدول العربية ..ما عندناش فلسفة الرئيس السابق ..
شيماء...
وأجيب منين تى شرت ربنا يستر ده ؟؟
صبح صبح ...
إرسال تعليق