السبت، نوفمبر 20، 2010

تجْربة ( سينمائية )


أنا الان فى تجربة لم يمر بها أحد سواى من قبل ... أخترت بنفسى أن أكون أول المُجربين ..يتم الان إعطائى جهازاَ هو الاول من نوعه عالميا ..الجهاز دوره ببساطه هو أشراكى محل أى شخصية أختارها فى أى فيلم يُعجبنى ..يشترط الا أخبر أحد من الملاحظين والمشرفين بأختيارى مسبقا ...ما علىّ سوى إيصال طرف الجهاز بخارج ال usb لجهاز الكومبيوتر خاصتى ...
أبدأ بتشغيل الفيلم المطلوب ...أضغط الزر الاوحد للجهاز الذى لم أُسُميه بعد ..
كيف تتم التجربة ؟؟
حدد أفكارك بدقة ..أختار الشخصية المطلوب أحلالك محلها...يلتقط الجهاز تلك الاشارات بدقة شديدة عبر موجات كهرومغناطيسية محددة تخترق مركز التفكير بالمخ بلا أدنى ضرر عليه ..
ثوانى و تصبح واحدا من أبطال الفيلم المختار...
لا تقلق الجهاز يصحبك فى رحلتك الذهنية ...يمكنك أطفائه وقتما أردت أنهاء التجربة ..كذلك يُمّكنك من تحديد المشهد الذى تحب التواجد فيه وبالكيفية التى تريد بمجرد التفكير فيه...
لست بحاجة لمزيد من التعليمات الأضافية .... يمكنك تجربته بنفسك ..
أبدأ التجربة الان ...أختر ما شئت من الافلام ...وأضغط الزر ...

- أ -
زهايمر....

1 2 3 ....
تخفت الاضواء تدريجيا فى الصالة الخالية المقاعد سوى من مقعدى , الشاشة السوداء تبدأ العرض أنا فى منتصف قاعة العرض بدقة فريدة ... أضغط زر جهاز الاندماج الذاتى اللا متناهى ( هكذا أسميته فيما بعد ) الذى أحمله فى كف يدى الايمن ...
أنا البطل (عادل أمام) فى مكتبه ..
الان ...
تُصمم الممرضة ( نيللى كريم) - الزائفة - على إعطائى دوائى الخاص بالزهايمر حتى لا تزداد حالتى سوءاَ ..لن تنطلى الخدعة علىّ بهذه السهولة ..سأكشف الملعوب أسرع مما حدث فى القصة الاصلية .. وسأكشف زيفهم جميعا واحدا تلو الاخر..
والسبب ببساطة أننى لا آخّد دواءاَ قبل أن أقرأ أسمه جيدا وأعرف شركته المنتجة وأراجع نشرته الداخلية والاعراض الجانبية و الاجراءات الاحتياطية لتعاطيه ... هكذا تعودت بحكم مهنتى ..
وبمجرد أن ألتقط شريط الدواء المزعوم منها..سأقرأ أسمه بتركيز شديد ..سأعرف الغرض الحقيقى منه , وإذا لم أتعرف على مادته الفعالة وقتها..سأرجع فورا لل index الخاص بالادوية الذى أحتفظ به فى درج مكتبى الاسفل ... قد أتاكد أحتياطيا من تاريخ صلاحيته كعادتى قبل تناول معظم الادوية .. سأفسد خطة أولادى للحصول على أموالى بتلك الطريقة الملتوية اللعينة ... لا أعرف كيف طاوعهم قلبهم الاسود على فعل تلك الفعلة المشينة بى ...
لن أستسلم كما أستسلم البطل سريعا ....
سأقرا المزيد عن المرض على جوجل وويكيبديا ... لن أكتفى بالحصول على معلومات عنه ممن حولى بتلك البساطة ..أولئك اللذين يأكدون مرضى منذ بدأ العرض ..لن أنتظر السباك ليخبرنى بما شككت به منذ البداية ..
أننى لست مريضا بالزهايمر ..
لكننى رغم تأكدى من عدم أصابتى بالزهايمر ....
لماذا لا أتذكر الان كيفية الخروج من تلك التجربة اللعينة ...؟؟
هل أصابتنى عدوى الزهايمر ؟؟ ..على ما أذكر لم يكن الزهايمر معديا ..كما أنه لا يصيب من هم فى مثل عمرى على ما أظن ....
سأحاول التركيز بشدة عّلّنى أتذكر كيفية الخروج من تلك الورطة ...
او سيصبح البقاء للأبد هو مصيرى فى تلك
التجربة ....


- ب -
Inception ......

1 2 3 ...
أستيقظ من الحلم ...أتذكر مهنتى الاصلية .. ذات الطبيعة الخاصة ...
أنا لص متخصص فى سرقة الافكار...فقط الافكار ..
مختص بسرقة أفكار الاخرين وبيعها لوكالة تختص بهذا النوع من السرقات , ستتغير مهنتى مؤخرا.. بعد فشلى الاخير فى سرقة أخر ضحاياى..والذى طلب منى مهمة ذات طبيعة مختلفة عما أعتدته بعد أن تاكد من أمكانياتى بنفسه خلال محاولة سرقته ..
سأصبح زارعا للافكار بدلا من سرقتها ... لن أحدثك كثيرا عن الخطة التى ستحتاج منك مشاهدة الفيلم الاصلى مراراَ لتفهم كيفيتها ..ولتدرك معنى ( الركلة ) التى ستُستخدم للإفاقة فى طبقات حلم الزرع (inception) والعودة الى الحقيقة ..
لن تهددنى أسقاطات اللاوعى المدربة للضحية كما هددت ليوناردو وفريقه ...خصوصا زوجة ليوناردو (مال) ..التى سأسيطر عليها بطريقتى السحرية ...فأنا لن أزرع برأسها فكرة العودة للحقيقة مجددا...وستقتنع بالبقاء فى أرض الضياع ...
سيكون من السهل علىّ أذن أتمام تلك المهمة سريعا..بلا قطار يظهر فى منتصف شوارع المدينة ليطيح بالسيارات على جانبى الطريق ....بلا أسقاطات مدربة من اللاوعى لمقاومتى أنا وفريقى ....دون خشية الموت وعدم الاستيقاظ مرة أخرى ...لن يكون الامر صعباً هذه المرة بالتأكيد...
لحن الفيلم المميز لهانز زيمر (mombasa ) يرن فى أذنى طوال وقت الحلم , وأستمتع أكثر عندما تشدو (Edith Piaf) ....بأغنية التنبيه " Non, Je ne regrette rien" ...
سأعود مجددا لوطنى بسلام ...فور أتمام مهمتى ... لأرى وجه أولادى من جديد ,,
حان الان وقت الخروج ...
أحاول تذكر كيفية العودة لعالمى الحقيقى خارج نطاق هذا الفيلم.. فلا أتذكر ..
يبدو أننى للاسف نسيت تعليمات العودة الى عالمى الحقيقى ...
ما تلك الورطة التى ورطت نفسى بها ....
أنا مسجون فى هذا الفيلم الذى يعيش أبطاله لاهثين للعودة طوال الوقت الى عالمهم الحقيقى ...
هل سأظل ألهث معهم طوال الفيلم ...
الخمس دقائق فى الحقيقة... تساوى ساعة كاملة فى الحلم ....
هل سأتمكن من البقاء شاباَ ...
أم ستكون نهايتى عجوزا داخل أحداث الفيلم ...
هل سأظل شابا.. مسجونا بداخله روح عجوز ....
كيف السبيل أذن للعودة ؟؟؟
..ها ... يبدو أننى تذكرت ...الجهاز ..بمجرد الضغط على الزر أعود لعالمى من جديد ...ولكن أين هو ذلك الجهاز اللعين ..بالتأكيد أننى فقدته خلال رحلتى داخل الفيلم ...
بالطبع لن أتذكر المشهد أو المكان الذى فقدته فيه ..
بئس أختيارى ..لم أختار سوى فيلم للمخرج ( كريستوفر نولان ) لأسجن نفسى فيه ....
سأتوه بقدر التفاصيل والاحداث التى فيه ....
يبدو أنه قدرى أن أستمر للنهاية سجيناً فى تلك
التجربة ...

هناك 7 تعليقات:

Tarkieb يقول...

هههههههه...بس لما تقوم بدور عادل امام لازم تكون مش دكتور ومالكش في النت يعني تنسي شخصيتك الحقيقية شوية.....جميلة الفكرة اووووي والطريقة في الكتابة اجمل...

Unknown يقول...

حلوة يا شريف :)
أنا لو مكانك هختار افلام تانية :)
يعني هاختار ذا ليك هاوس .. و ذا نوت بوك :)
جميل البوست دة .

آخر أيام الخريف يقول...

شفت بقى انك بخيل ؟ حتى لما تركز شويه و تقعد تطلعلنا تحفة زى دى ما يتكتبلكش فيها 4 5 افلام يملوا العين كده:)))

ع فكرة التالتة تابتة ...دى تالت مرة تحرق لى تدوينة بس الحمد لله المرة دى متحرقتش قوى يعنى :)

متألق كالعادة يا شريف :)

Tears يقول...

مش عارفه هل الجهاز ده بجد و لا هزار بس هى فكرة جيدة و تستحق التأمل

FAW يقول...

أنا نفسي في دور ريتشارد جير في فيلم shall we dance
ومش هرجع لمراتي أبدا

شريف القاضى يقول...

تراكيب ..
هو لازم عشان أكون عادل أمام ..اسيب مهنتى وما يبقاش ليا فى النت ؟؟
أنت فاهم عادل أما غلط خالص :))
تحياتى لمشاركتك ومرورك الدائم ..

شيماء ...
هى الفكرة فعلا أن كل واحد هيكون فى دماغه أفلام معينة شكلت كتير من حبه ورئيته السينمائية ...رغم أنى ما أعرفش الفيلمين اللى أختارتيهم خالص :))

نور ....
دايما بتقدرينى تقدير زايد وبتدينى دفعة معنوية وثقة فى المواضيع ...بس مش لازم أتوبخ كتير بقى على كسلى ..أنتى هتخلينى أكتب مرة موضوع عن فوايد الكسل ...هاهاها
وبجد أنا أسف انى بحرقلك أفكار فى دماغك خصوصا أنى ما أقدرش أهوب ناحية التحليل السينمائى والنقد الفنى ...
بس زى ما تقولى أن حظك وحش معايا ..بنشن قبل بس ...وأوعدك ما أكررهاش ..

تيرز ..
للاسف الجهاز ده خيالى من دماغى ..أتمنى أشوفه قريب ..جزء من الاحلام أحيانا يتحول لحقيقة ...

مصطفى ....

ههههههههههههههه ..ضحكتنى بجد ..
بس فى الحقيقة ..الواحد فى أى فيلم لازم مايرجعش لمراته أبدا ...

غير معرف يقول...

شكرا يا شريف