الجمعة، مارس 18، 2011
شىء من السعادة
سألنى صديقى الباحث عن السعادة ..وفى عينه بريق الملهوف للإجابة..
حدثنى عن لحظات من السعادة ..
فأجبت ...
أن تصحو رائق المزاج فى الموعد الذى كنت ترغب بالاستيقاظ فيه دون منبه مزعج , تصحو - قد يصادف كونه نفس اليوم - فتجد إفطارك جاهزا ..وكأنك طلبته دليفرى وأنت نائم , تدخل سريرك فتجد نفسك غارقا فى نوم عميق ...كأنك حصلت على جرعة بنج مجانية على باب الشقة , تدخل البنك - متعشما الخروج فى أقل من ساعة - بعد أن تحصل على رقم لدورك بالداخل ...فتجد رقمك على أقرب شباك فى إنتظارك ..بلا عملاء داخل البنك , تخرج للعمل فتجد كل الاشارات المرورية مضاءة باللون الاخضر ولا تتعثر بأى سيارة أخرى فى الطريق ..لتكتشف أنك تعمل لدى حفنة من الكفار لم يعطوك أجازة ..حتى فى أجازة عيد العمال , تقطع المسافة للقاهرة فى أقل من نصف ساعة فى الوقت الذى تستغرق فيه المسافة فى المعتاد فى حدود الساعة والربع ...فى نفس الوقت لا تصادف فى الطرق سوى خمس سيارات أو ستة على أقصى تقدير ..كما أنه وللمفارقة... وقت الالف الثانية لسيارتك الجديدة التى تريد تجربة كفائتها بسرعتها القصوى , تقرر الحصول على أجازة يوم السبت المقبل ...فتجد البلد كلها أخدت أجازة بمناسبة قيام الثورة..., تختار الطريق الخطأ على الدائرى لتكتشف أنه أقرب لهدفك وأقل زحاما .., أن تحصل على الدرجة النهائية فى مادة كنت تتوقع السقوط المهين فيها..وتفاجأ أنك الوحيد الذى حصلت على الدرجة النهائية , أن تضع يدك فى جيب البنطلون الذى تخليت عن أرتداؤه من سنين ..وقررت التبرع به لصالح جمعية رسالة ..لتجد به 5 جنيهات ممهورة بتوقيع مدرس الرياضيات فى الصف الثالث الاعدادى كنت حصلت عليها بعد حصولك على الدرجة النهائية فى أحد الامتحانات الشهرية..
تتمنى فى سرك الحصول على كوب من الشاى الساخن ...فتدخل والدتك به مع قطعة كبيرة من تورتة عيد ميلادك ..
ترتدى تى شرت لا تفضل إرتداؤه ..فتتلقى على مظهرك تحية الجميع ..., أو ترتدى بدلة لا تفضلها ...فتحصل على التقدير الكامل فى حسن المظهر فى التقرير الذى يعده مديرك عنك..
تحصل على نسبة مئوية فى الثانوية العامة لا يتوقعها أى من والديك ..فتنال أفضل حضن وبوسة
منهما قد تحصل عليها طوال حياتك..
تذهب لمكان لا تعرفه ...فتقرر الا تسأل أحد من الفتايين ....فتصل بدون متاهات ..
تترك مكانك فى السيارة الاجرة لرجل وزوجته بدلا من كرسيك والكرسى الفارغ بجوارك ...فتنال قدرا من الشكر والامتنان على ذوقك وشهامتك وجدعنتك...لتعرف فيما بعد أن السيارة إنقلبت بمن فيها وماتوا جميعا إثر الحادث , تقابل صديق الدراسة الابتدائية صدفة فى مكان لم تعتد أن ترى فيه مواطنا من موطنك أصلا...ويتذكر كل منكما أسم الاخر بسهولة شديدة لم تتوقعها ..
أن يعود تليفزيونك للعمل بلا أى مشاكل فى الالوان ..بعد أن توقف نهائيا عن العمل ..دون تدخل أحد..وبدون الحاجة للعثور على كهربائى ..
أن تدعوا الله فى صلاتك بطلب تعتبره مستحيلا..فتجد جرس التليفون يرن , تجيب ..يخبرك المتصل أنك حصلت على شقة فى مشروع الاسكان الذى قدم والدك طلبه وأنت فى كى جى 1 ...
أن تفكر فيه ( أو فيها) ..فتجد موبايلك يهتز بإتصاله(ا) , أن تجلس فى صحبة من الاصدقاء الكئيبين ..فتهلك من الضحك للدرجة التى تخشى على قلبك من التوقف .. خائفا أن تصبح مسار سخرية الجلسة ..
أن تتذكر حديثك مع أبيك قبل وفاته عن ثورة الشعب المصرى التى لم يصدق أبدا بحدوثها..
فأبتسم (أنا) الان ..
...............................................................
ساعدنى فى كتابة هذا الموضوع ...بعض ممن مروا ببعض تلك المواقف...
أمى ..وأبى وجدى وعمر طاهر .......
وأنا ...
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك 6 تعليقات:
حلوة قوى قوى كالعادة .. دايما بفتقد طلتك دى م التدوينة للتدوينة :))
ضحكتني و بسطتني بشكل فظيع :))
فكرة هايلة جدا بجد
فعلا كلها حاجات بسيطة بس قمة في التأثير الجبار :)
شئ من السعادة فعلا ..
روح يا شيخ . . إلهي يسعدك :)
:)
نور...
الله يكرم أصلك ....كلك ذوق ..
مصطفى ..
الهى يسعدك أنت كمان ..دعوتك مبهجة جدا ..وأسعدتنى بشكل شخصى ...
مدام منى ..
:))
حلوة اوى اوى اوى
حسيت بالسعادة لما قريتها
:)
جعلتني أبتسم في جزئية ما :)
لكن يا شريف ..
السعادة يمكن أن نشعر بها من أشياء بسيطة جداً .. جدأ ..
فنجان قهوة رايق قدام برنامجك المفضل .. أو كوباية شاي مع كتاب جديد و دسم ..
تمشية في وسط البلد .. وسط الزحمة ..
فسحة في متحف ..
آيس كريم .. :)
و كدة يعني
إرسال تعليق