الجمعة، يناير 01، 2010

انا والبطاقة الانتخابية ....تجربة حياة

يبدو ان الجميع قد مل منى فى الفترة الاخيرة , واصابهم الضجر لكلامى المكرر الذى تخصصت فيه كمشروع قومى غير مربح, او كهدف استراتيجى غير مخطط له - رغم عدم نجاحى فى عمل اى مشروع بالشكل كامل ...منذ ان فكرت فى المشاريع من الاساس - , وأصبحت لا اكل ولا امل - بكسر الكاف والميم فى الكلمتين - .....(ففى الحقيقة انا باكل كويس والله , واملى فى ربنا كبير طبعا ) لكن انا اقصد انى ما بزهقش اطلاقا.................
ماعليك بكل هذ الملل السابق ذكره , ودعنا ندخل فى الموضوع مباشرا ................
فكلما تحدثت انا وواحد من أصدقائى ( للاسف هو كمان وهب نفسه لنفس الغرض لاتخاذ موقف إيجابى تجاه بلدنا ) مع اى من اصدقائنا او معارفنا وزملائنا عن أهمية استخراج البطاقة الانتخابية .....الا وبدأنا بسماع نفس الكلام السلبى الخالى من المسئولية بشكل كامل ........
بدءا من اصدقائنا ذوى الشهادات الجامعية الراقية واصحاب الثقافة والاطلاع الواسعين ,والذين تكون ردودهم علينا صورة كربونية وفورمات جاهزة للرد بدلا من التفكير , ولا تتخطى نطاق الاجابات المشهورة المحفوظة فى اى موقف يحتاج منا الى وقفة ايجابية ................... على سبيل المثال لا الحصر هذه اهم الردود النموذجية ( افتح التوقعات المرئية ...الامتحانات قربت بقا) :
...يا عم انا ما بنتخبش ماليش فى الليلة دى , ياعم كبر دماغك وانتخب ليه ؟؟؟؟..ما كده فل
.....ماهى كده كده معروف مين اللى هيكسب , اللى الحكومة عاوزاه هيكسب اى كان رأيى
.................وحتى لو صوت للى انا عاوزه ..اضمن منين انه هيكون كويس .......
والحرامى اللى نعرفه احسن من اللى ما نعرفش ......, انا مش .....- شتيمة فيما معناه اريال او كيس جوافة ايهما تفضل ؟؟؟ - عشان اروح انتخب..ياعم دى بهدلة ووجع قلب وقرف ....مش كفاية واقفة فى طوابير ......., هى فين نزاهة الانتخابات دى , دول كمان لغوا الاشراف القضائى ....
دى بلد - نفس الشتيمة لا داعى لتكرراها - .................
اما المسئول عن الكافية الذى اصبح صديقى ( بعد عشرة السنين ) , لم يكتفى بهذا القدر بل وزاد بقدر اعظم من الشتائم على نزاهة الانتخابات والمسئولين - يعجز لسانى عن ذكر اسمه ..خوفا على المسئولين من لسانه , لا خوف عليه - واتحفنى بقصة طريفة عن جماعة ضجت من حاكمها وقررت ان تذهب اليه لتقنعه بترك الحكم , واعطائهم الحق فى اختيار حاكمهم ...
فما كان من الحاكم الا ان اتفق معهم على مسابقة يقوم فيها كل شخص منهم بجمع اكبر قدر ممكن من الفئران داخل شوال والتقابل فى نهاية اليوم , لفرز عدد الفئران مع كل واحد منهم ,والاكثر عددا فيهم يصبح الحاكم ....
خرجوا جميعا لحصادهم , وعادوا فى نهاية اليوم ....
فتح الجميع أشولتهم فلم يجدوا لدى احد منهم اكثر من فأر او اثنين او ثلاثة على اقصى تقدير
اما الحاكم فوجدوا شواله قد ملىء بالفئران عن اخره
فسألوه عن السبب ...فأخبرهم انهم كانوا يجرون اجولتهم بتراخى ...فأكلت الفئران الخيوط وهربت من الاشولة ..................
اما هو فقام بجمع الفئران وقام برجهم رجا عنيفا حتى يدوخوا ....فلا يهرب منهم احد

هل فهمتهم المغزى من القصة ......الحاكم دائما يدوخ محكوميه حتى لا يفكروا اصلا فى شىء سوى الاكل والشرب والاولاد وعاوزين نعيش ... .....ويتركوا الحكم لمن هم فيه بما فيه ......

لم أرى شعبا يسعى الى السلبية أكثر منا , نلقى اللوم على الظروف , على النصيب , على القدر ...فلا شىء بأيدينا ...ولا أعتراض على قضاء الله ..... ولا للمحاولة فى التغيير ....
اذن ............نستاهل كل اللى بيجرالنا , وبلاش حد يفكر يشتكى من حاجة .......
انا معجب جدا بحملة جروب شباب 6 ابريل على الفيس بوك ( كفاية سلبية وروح طلع بطاقة انتخابية ) وأعتقد انها اوضحت للكثيرين سهولة اصدارها , واهميتها .....وادعوكم معهم لأصدار البطاقة الانتخابية ...حتى لا تفقد دورك الايجابى فى تغيير مصير بلدك للافضل ..
اذا كنت ممن مازالوا يفكرون بشكل ايجابى , اما اذا كنت فى كفة اصدقائى وزملائى ....فأدعوك للنوم فى العسل ,وبالهنا والشفا ........................
ورغم كل ما سمعته وسأسمعه مرار..............
الا أننى لم أصاب باليأس من نصح الجميع بأهمية البطاقة الانتخابية وضرورة إصدارها فى الفترة الاخيرة , لكن يبدو ان موقفى سيتغير تماما , وسأتوقف عن دعوة من اعرفهم لاصدار البطاقة قبل نهاية موعد اصدارها فى 31 يناير ...
فمؤخرا .....وخلال تدريبى فى العمل ..طلب منى ومن مجموعة من زملائى بعمل عرض لأى موضوع من اختيار كل مجموعة ....لتعلم افضل طرق العرض امام الاخريين
ولزيادة هذه المهارة لدى كل واحد منا presentation skills
قررت انا احدد لمجموعتى فكرة مشروع العمل ... وكانت عن عمل البطاقة الانتخابية , اعجب الجميع به ...و بمجرد سماعهم لجمل العرض وفقراته ..رحبوا به جدا وقمنا بكتابته فورا على اللوحة .....وانتهينا منه سريعا لكن ...للاسف سبقتنا احد المجموعات الاخرى بموضوع تافه جدا لمجرد السبق فى الانتهاء ( فأول فريق ينتهى يحسب له نقاط اضافية )
ما علينا ...لم ايأس , وتوقعت ان نعوضه فى العرض فالموضوع متميز ...حتى باقى المجوعات اثنوا عليه بمجرد تعليقنا له ....وبدأ الجميع يسأل عن الموضوع , ومن الذى فكر فيه , وبمجرد ان عرفوا ان الفكرة فكرتى , بدأ البعض منهم يناقشنى فى انتمائى للحزب الوطنى , والبعض يتحدث اننى ثورجى , واخر يعجب بى لكن يبدى تخوفه منى فى نفس الوقت - يمكن اكون عميل ولا حاجة - .......
المهم .....
بدأ الجميع العرض .....فضلت ان اكون اول من يخرج للعرض
بالفعل خرجت اولا لعرض اللوحة ...امامى 5 دقائق لنفوز بالنقاط كاملة .... اعجب الجميع بعرضى , واثنى على اغلبهم بعد انتهائى للجنة التحكيم - رغم انهم ليسوا من اعضاء مجموعتى - , واللجنة متمثلة فى شخص واحد وهو المدربة ( trainer) والتى لم يبد على وجهها اى امارات للاعجاب او الرفض .....وعندما جاء دورها لابداء رأيها .....
تجاهلت تماما فكرة العرض , وتحدثت عن اشياء فى اسلوب العرض كان اسوأها اننى سريع الى حد ما فى عرضى - مش عارف اعملها ايه ماهى قالت 5 دقايق بس ؟!!!!!-
اكملت باقى المجموعات عروضها ..... واصبح الجميع على يقين ان عرضى هو الافضل بشهادة الجميع واننا سنحصل على النقاط الخاصة بالعرض ....
فى النهاية قررت المدربة ....بأحتساب نقطة الانتهاء مبكرا , وحجب نقاط العرض وبررت بأن الجميع اداه بشكل غير احترافى فهو مجرد تدريب لا اكثر ..!!!!!!
من حسرتى قررت الا اترك اللوحة وقمت بخلعها والاحتفاظ بها معى .......
خوفا من انها تقع فى ايد الامن واروح فى (طورابورا) ولا حاجة - هو انا ناقص -
وقررت من يومها اننى ابطل اتكلم اصلا فى الموضوع بتاع البطاقة الانتخابية ده نهائيا ....


صورة للوحة جدارية من العصر المباركى (فى الفترة من 1983 الى ....ماحدش عارف لامتى بالضبط ) تم العثور عليها فى بيت لمواطن مصرى من العصر الحديدى

هناك تعليق واحد:

Mona يقول...

بدون تعليق - لما أشوفك حتكلم معاك عن موضوع presentation skills
أن شاءالله