بدأت الفتنة الكبرى ( كما سُميت بذلك فيما بعد) ..
فى نهاية عهد الخليفة الثالث من الخلفاء الراشدين ..عثمان بن عفان ذو النورين ( لزواجه من إثنتين من بنات الرسول صلى الله عليه وسلم)
ذلك الصحابى الجليل الذى جهز جيش العسره ..والذى بشره رسول الله بالجنة أكثر من مرة ..
بدأت الفتنة الصغرى ..
كما أدعى (أنا) بتسميتها فتنة من الاساس ..بخروج مظاهرات ال 25 من يناير 2011 ( ببداية ترتيبات موقعة الجمل ..من جانب النظام )
لا أظنها فتنة (أصلا) كما أحب تسميتها ..
الكسالى و مدعى التدين (بعض مدعى التدين يخالف التظاهرات والثورة ..بتحريم الخروج على الحاكم من الاساس , و إعتبار أى مناوشات حدثت من جانب الشرطة أو الجيش كانت مشروعة , وأن ما حدث ويحدث من تظاهرات هى فتنة لا يجب المشاركة فيها ..بدعوى أنه فى الفتنة ..إلزم بيتك أفضل لك ) والغير مقتنعين بأسباب قيام الثورة من الاساس..
لكنها بداية فتنة ظهرت جلية فيما بعد بين طوائف الامة على خلاف مناهجها ومبادئها وإنتمائها..لكنها للاسف فتنة مدبرة ..
بتعمد مقصود لاسباب سيلى ذكرها فيما بعد..
لم يفضل ذلك الصحابى الجليل عثمان بن عفان .. أن يخرج صحابته لقتال اللذين خرجوا عليه وسموا بالخوارج ..( لخروجهم على خليفة الامة ) ..وما ساقوه من مبررات (واهية ) لخروجهم عليه .. وعلى رأسها مثلا تولية أقاربه للمناصب , و جمعه للقرأن فى مصحف واحد وحرق باقى المصاحف ( ظل هذا العمل من أجل أعماله الى وقتنا هذا ويعلم الله قدره ..لحفظ كتابه الى قيام الساعة ..بعمل صحابى جليل كعثمان ) ..
وانه أبطل سنة القصر فى السفر لما ذهب للحج ..
وإن ردهم الخليفة ذاته بتوضيح خطأ كل ما إدعوه .. وبشهادة صحابة رسول الله بصحة ما قاله عثمان ردا عليهم ..
أما الفتنة الصغرى .. قامت مباشرة بعد شعور المخلوع (مبارك) بزلزلة الارض من تحت قدميه فى 25 يناير وبدأت فعليا فى 28 يناير ..لكن الطاغية مبارك على عكس أمير المؤمنين (عثمان بن عفان) ..فضل أن يخرج أتباعه وأعوانه على المعارضين له والرافضين لبقاؤه فى الحكم بعد أن عاث فسادا هو وعائلته وحاشيته والمقربين لهم ..
وبعد أن أضعف مصر إقتصاديا وسياسيا وإجتماعيا و صحيا ..بمحاولاته لجمع أكبر قدر من المال ونهب خيرات وثروات الوطن ..وتذليل خيراتها لصالحه الخاص وإرضاء أعوانه من اليهود والامريكان ..
قتل مبارك والعادلى فى 28 يناير العشرات والعشرات حتى رحل فى 11 فبراير .. وآبى أن يحفظ دم أبناء وطنه ..بعد أن رفضته الغالبية العظمى من الشعب ..
إنتهت الفتنة الكبرى ..بمقتل عثمان فداءا لنفسه وصحابته ..ودراءا للفتنة ..
بعد أن منع عثمان الصحابة من قتال الخوارج اللذين حاصروا بيته ..ومنعهم من إشهار السيف فى وجوههم ..رغم منعهم الماء والطعام عنه وعن أسرته ..
ولم تبدأ الفتنة الصغرى الا على جثة 846 ( هذا هو الرقم الرسمى الذى أتيح لنا فى بيان رسمى ..!!) , ورحل بعدها رأس الفساد المخلوع (مبارك )..بعد أن صور له المقربين موقفه بموقف الثورة الرومانية وقرب الثوار من قصره ..وسوء مصيره فى حال إستمرار بقاؤه فى السلطة ..
إما فراره ..وإما أن ينال مصير تشاوسيسكو ...الاعدام هو وأسرته ..
مع وعود بحماية وحصانة خاصة له ولأسرته طالما رضى بقواعد و أصول الخُلع ..
وفعليا بدأت فتنة المجلس العسكرى ..بمحاولات تقسيم الامة على نفسها ..
فلم يتعلم العسكريين المسيسين مؤخرا من مبادىء السياسة .. سوى مبدأ ( فرق تسد ) فى تعاملهم مع الثورة منذ اليوم الاول الذى قرر المجلس فيه الانعقاد بشكل دائم بدون رئيس الجمهورية ...
ففى البداية ..
الميدان منقسم ( من وجهة النظر النظامية) الى ..
شباب 25 يناير(لاحظ تحديد فئة الشباب فقط .. لغرض التقسيم الخفى ) - مندسين - أخوان - أجندات ( عمر سليمان)- أجانب - مؤيدى النظام (2فبراير) - مأجورين وبلطجية ( يحملون كرات من النار)
ثم ..
بعد رحيل المخلوع ..
شباب غير مسيس - إئتلافات - أخوان - سلفيين - مندسين - عملاء - خونة - جواسيس - بلطجية - ثوار
ثم تطور الموقف ...
معطلى عجلة الانتاج - معتصمين - متظاهرين - شباب ليسوا شباب 25 - أحزاب - ليبراليبن –علمانيين - التراس ( أهلاوى - زملكاوى) - مخّططى تقسيم مصر - ماسونين - جهات أجنبية - 6 ابريل - منظمات مجتمع مدنى ممولة بتمويلات أجنبية - مسيرات مسيحية ( تقسيم طائفى) - شباب الاخوان بصفته الشخصية ( تقسيم داخلى للاخوان ) - شباب سلفى ( تقسيم دينى) - مخربين - طرف ثالث ...
لم يكتفى أضلاع النظام بتقسيم الميدان ..وتقليب المواطنين البسطاء من الشعب بواسطة الاعلام (الذى مارس الدعارة الاعلامية طوال أيام الثورة واستمر بعدها أيضا بنفس المنهج )..على ثوار الميدان ..وتشويههم وتحميلهم كافة أخطاء العسكر ..بلومهم بالمطالبة بحقوقهم
ومحاكمتهم أمام محاكم عسكرية بتهم خيالية ..
فكفانا ..
أن الجيش حمى الثورة ...فقط
حاول مكملى النظام السابق ( أفضل وصف لهم ) تشويه الثورة والثوار بشكل متواصل ..
بتلفيق التهم كدعم محاولات نسب تهمة تشويه جيش مصر للثوار, و دعم محبى الرئيس السابق والسماح لهم بمهاجمة أى شخص لا يرضى عنه المجلس ..
وغيرها من الجرائم التى إرتكبها العسكر بإسم حماية الثورة ..
مع تواصل قتل الثوار وتصفيتهم جسديا ومعنويا ..
كما واصلوا دعم خطة تقسيم البلاد التى ينتهجا الثوار حسب زعمهم .. ولو فكريا من خلال أبواقهم الاعلامية ..
الشباب من قام بالثورة أم الكبار ؟؟
الاخوان أم الليبرالين ؟؟
الاستفتاء بنعم أم لا ..؟؟
الانتخابات اولا أم الدستور ؟؟
إنتخابات الشعب أولا أم رئيس الجمهورية ؟؟
مسلمين أم أقباط ؟؟
سلفيين أم نور ؟؟
أخوان أم كتلة أم وفد ؟؟
تيار دينى أم علمانيين ؟؟
بإختصار هذه هى الفتنة الصغرى التى أحدثها المجلس بعد محاولات المخلوع خلال أيام الثورة .
ببساطة أنظر حولك ستجد أنك خسرت الكثيرين على الفيس بوك ,على تويتر , فى محيط أصدقائك , فى محيط عملك ,فى محيط جيرانك ..بسبب موقفك وموقفهم بعد نجاح الثورة وموقفهم قبلها وموقفها وقتها ..
لم نقل أن هذا الامر لم يحدث فى عصر صحابة رسول الله ..
{فخرج الزبير وطلحة والسيدة عائشة على على بن أبى طالب (رضى الله عنه) فى موقعة الجمل (لاحظ تشابه اسم الموقعة مع إختلاف الغرض فالاولى أمر سيدنا (على) بنقر الجمل الذى تركبه السيدة عائشة لوقف القتال بين الطرفين ..أما فى الثانية فهمى محاولات النظام لتقسيم الشعب الى طرفين محبى الرئيس المطالبين ببقاؤه وأعداء الوطن اللذين يسعون الى خراب البلاد والعبث بإستقرارها وأمنها.. )
كما إمتنع معاوية عن مبايعة على بن أبى طالب الا بعد أن ينفذ القصاص فى قتلة عثمان رضى الله عنه ..ولم يكن يطمع فى سلطة أو حكم ..مثله مثل الزبير وطلحة والسيدة عائشة اللذين ما خرجوا الا لتنفيذ الحد فى قتلة عثمان ...الذى لم ينفذه على بن أبى طالب فقط الا للتمكن من السيطرة على الامة فى هذه الظروف الحرجة التى كانت تمر بها (الفتنة) التى أخبرهم بها رسول الله عنها ...و أجتهد الصحابة جميعم من الطرفين فى تقدير الموقف
سواءا أصابوا فنالوا أجرين أما من أخطائوا فنالوا أجرا واحدا ..}
حتى من إعتزل الفتنة كعبد الله بن عمر ..نال أجره ..وإن فضل فيما بعد أن يخرج مع فئة (على) التى كانت أكثر صوابا من الفئة الاخرى ..لكنه أعتمد فى موقفه على أحاديث الفتنة وهذا واحد منها ..
{كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر ، مخافة أن يدركني ، فقلت : يا رسول الله ، إنا كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا الخير ، فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال : ( نعم ) . قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال : ( نعم ، وفيه دخن ) . قلت : وما دخنه ؟ قال : ( قوم يهدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر ) . قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : ( نعم ، دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها ) . قلت : يا رسول الله صفهم لنا ، قال : ( هم من جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا ) . قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال : ( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ) . قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال : فاعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض بأصل شجرة ، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك .}
الراوي: حذيفة بن اليمان
المحدث: البخاري
المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7084
خلاصة حكم المحدث: صحيح
لكن المجلس بمحاولات الفتنة التى أشعلها ..وضع يده فى يد أعداء الاسلام ..وقرب اليه الطامحين فى الوصول الى السلطة ..بل وإستخدمهم كأدوات فى يده لاستغلالها وقت الحاجة ..
كما لعب بكافة الاوراق (كالدين مثلا) ..وسهل إستغلاله من قبل البعض ..لتخويف الجانب الامريكى منهم ليسهل سيطرته وسطوته على الحكم بعد ما نجح فى تفريق القوى الاخرى ..
عن طريق سياسة العصا والجزرة وعن طريق وسائل شتى ..
أسوأ ما فى هذه المقارنة ..
مقارنة أتباع الحق ..بأتباع الباطل ..
مقارنة صحابى جليل كعثمان بن عفان , بمجرم عتيد كحسنى مبارك ومجلسه العسكرى..
مقارنة خوارج عهد عثمان وعلى , وثوار ثورة مصر العظيمة النبلاء ...
لكن المقارنة هنا فقط للتفريق ..والاسترشاد ..