الجمعة، فبراير 19، 2010

الصنايعى




اللعنة ها أنا من جديد سأحتاج الى صنايعى - بالتحديد كهربائى - لإصلاح شىء من أشيائى التى خربت بلا سبب !! ..................................................................................................................
مرة أخرى ..تلك اللمبة اللعينة ذات الاضاءة الصفراء المستفزة تصدر شرارات كهربائية لا أعرف بالتحديد سببها ..... قد يكون تكرار تسريب الماء الناشع من سقف الجيران هو السبب , او هو عطل طارىء بسبب الكوبس المنكسر منذ شهر تقريبا , أم هو إضطراب فى ضغط كهرباء المحول الرابض أسفل العمارة ....فليكن ما يكون ...فها أنا مضطر الى البحث عن كهربائى ملعون لتصليح المشكلة العويصة ...ففى النهاية إنفجرت اللمبة.... فمع ضغطه على الكوبس مثلها مثل غيرها من ملايين المرات التى ضغطت فيها الكوبس لإنارة حمام منزلنا ... لم يصدر شرارته الوهاجة كما إعتاد منذ ثلاث ايام ......وها هو كسلى من جديد كاد أن يميتنى مكهربا بشرارة كوبس نور لا يتجاوز ثمنه العشر جنيهات !!!!!!
لم يوقفنى الزجاج المتهشم من اللمبة الساقط على أم رأسى او السلك المدلدل الذى إنفصل عن السقف ليسقط أسفل قدمى .. لقضاء ما نويت أن أقضيه داخل الحمام .....
خرجت غير هانىء بالراحة كالمعتاد ....لاننى سأحتاج للأسف من جديد الى من سيحل لى هذه الازمة .....
لا أنسى بالتأكيد أخر مرة إحتجت فيها الى صنايعى لدهان الشقة ....وعدنى منذ البدء بأنه سينتهى فى أسبوعين , وعلى الاكثر الى ثلاثة ......لن أدخل فى التفاصيل والحجج المفصلة تفصيلا يوما تلو الاخر , الا انه فى النهاية أنهى دهان الشقة فيما يقرب من شهرين ونصف ...لدرجة أنه أصبح يعرف تفاصيل حياتى اليومية بكل دقة .....مواعيد خروجى وعودتى من العمل , أجازاتى الاسبوعية .... مواعيد الغداء المعتادة , الاكلات التى أحبها , مواعيد نومى المعتادة .....
ولم تكن إستغاثاتى له بأملى فى إنهاء دهان الشقة عن قريب ... يقابلها سوى إبتسامة لا أعرف بالتحديد هل هى إبتسامة عطف أم شفقة أم سخرية ....مصحوبة منه بوعد بالإنهاء فى القريب العاجل الذى لا يأتى أبدا .....
لن أنسى بالطبع أخر يوم فى الدهان ....فقد قمت بالدهان معه مستخدما أدواته فى الدهان كأننى مساعد تحت التمرين ينال حصصا فى النقاشة من معلمه بلا أجر .....
لم يخب ظنى بنفسى من جديد ....الكسل فى حل المشاكل التى تحتاج الى متخصص دائما ما يزيد ...فها أنا قد إستعضت عن اللمبة بكشاف صغير ينير الحمام بنسبة 30 فى المائة بالتحديد .....
يوما بعد يوم يضعف الكشاف وتقل النسبة التى ينيرها الى أن قاربت الواحد فى المائة .......فى النهاية يبدو أننى سالجأ الى الكهربائى ......للأسف رغما عن أنفى .
دائما لدى نظرية عن الصنايعى ...تتمثل فى "أنه لا يعمل الا إذا لم يكن فى جيبه ما يشترى به ما يكفيه ليأكله " .. فهو شخص مختلف تماما عنك ...أنت تقبض بالشهر , ملتزم أمام صاحب العمل بأداء عملك يوميا طوال الشهر , حقوقك يحفظها لك قانون العمل أحيانا , وأحيانا أخرى لا ..... الصنايعى ليس أجيرا مثلك ......يعمل وقتما شاء فقط .....
فقط عندما يحتاج لفلوس ....يعمل يومين أو تلاتة على الاكثر أسبوعيا ....يهوى تأجيل الاعمال لدى كل زبون بعد قبض العربون ...طمعا فى اللحاق بشغلانة جديدة أخرى يحصل منها على عربون أخر .....وبعد ان يصرف العرابين .....يبدأ فى البحث عن زبون جديد يحصل منه على عربون اخر .....وهكذا دواليك ..
ستتهمنى بالمبالغة والقسوة فى الحكم على أمثالهم ...سأخبرك جرب والتجربة خير دليل وستحتاج لاحدهم قريبا رغما عنك السباك , الكهربائى , النجار, النقاش , الميكانيكى , السمكرى , ......
ولا تحظن أننى أتمنى لك أى شر .....فللأسف أنت دائما بحاجة لهم ولن تستطيع حل أى مشكلة من المشاكل المسئول عنها الاشخاص السابقين الا عن طريقهم .....فالمثل المصرى الاصيل يقول ...( ادى العيش لخبازه , ولو هايخد نصه )
نسيت أن أخبركم عن الكهربائى اللعين الذى أتى لاصلاح المشكلة العويصة - كما كنت أظن - ...ففى البداية أخبرنى ان الامر بسيط وانه لن يستغرق فى حله سوى عشر دقائق , لم أطمئن منذ البداية لكلامه فهو من طريقه كلامه وحركاته لم يكن بالنسبة لى سوى مختل عقلى خرج لتوه من مستشفى الامراض العقلية ...ليمارس هواياته المعتادة بصعق نفسه بالكهرباء ,و للاسف سأكون أنا المتهم الاول فى حال موته ...وسأنال جزءا من العقاب مع مدير المستشفى لاننى قررت الاستعانة به فى إصلاح تلك اللمبة اللعينة ..!!!!!
المهم .....الكهربائى المعتوه يخرج ملايين الاسلاك والمفكات الصغير منها والكبير من شنطة سوداء كشنطة البوسطجى , يفك أشياء ويركب أشياء , يضحك فترة ويكشر أخرى ....إستغرق الامر حوالى الساعة - أعيشها فى ظلام لا ينيره سوى شمعة قاربت على الانتهاء - , أخيرا أخبرنى وإبتسامة النصر فى عينيه أنه انتهى , وإنه يمكننى تجريب الكوبس واللمبة ....
فى سرى حمدت الله لكونه مازال على قيد الحياة , أنار الشقة كلها للتجريب , ضغطت الزر .....لم تنفجر اللمبة كالمرة الاخيرة....ضغطة أخرى للاطفاء ....لم تنطفأ اللمبة ...ضغطة تلو الاخرى .....لا جديد , اللمبة أستقرت على وضع الاضاءة بدون إطفاء .
الكهربائى ببرود .....يبدو أننى نسيت إيصال الطرف الارضى للمبة ....بعدم فهم أخبره أننى غير مستعد للإنتظار ساعة جديدة بدون إنارة , وببرود أشد من سابقه ...خلاص أجى لحضرتك بكرة أضبط كل حاجة ....ما تقلقش لن أستغرق سوى 10 دقايق أخرى .....
فى النهاية إستمر الحمام مضاءا لمدة ثلاث أيام متواصلة حتى أتى الكهربائى المعتوه - بعد سلسلة من الاتصالات تجاوز ثمنها ثمن تصليح اللمبة نفسها - أقوم خلالها باطفاء اللمبة كل فترة عن طريق فصل الكهرباء عن المنزل بأكمله ...
وكأنه يعاقبنى بعدم السماح له بإكمال مهمته مرة واحدة ...والتى تتمثل فى التخلص من حياته داخل حمام الشقة ..وإيصالى لحبل المشنقة بلا مبرر سوى ....
إحتراق لمبة الحمام....

هناك 4 تعليقات:

آخر أيام الخريف يقول...

هاهاهاهاها..حلوة جدا وواقعية جداجداجدا

شريف القاضى يقول...

ربنا يعلى مراتبك كمان وكمان...قادر يا كريم

Mona يقول...

ضحكتنى ياشريف والله وفعلا لك حق فى كل كلمة بس الله يخليك ماتكسلش فى موضوع الكهرباء ده علشان مش عاطفى خالص -
أنت كانت مشكلتك الكهرباء أنا كانت مشكلتى بلاعة الحمام كانت بتطلع صلصلة حمراء والفاصوليا الخضراء الى بيرموها الجيران الى فوق منى فى بلاعة حوضهم وتخيل أنت بقى المنظر وعدم وجود سباك؟؟؟ الحمدلله ربنا يعننا على الجيران والصنايعية الاثنين ونعم الناس!!!

شريف القاضى يقول...

مدام منى ...... اول المتابعين ليا دايما اشكرك على اهتمامك بالقلق من نا حيتى بس انا الموضوع ده فعلا بيجننى اى حاجة محتاجة صنايعى بحس انى رايح فى توتر وقلق ..مع الصنايعى وحوارات لا اول لها ولا اخر ....ربنا يعينا عليهم بجد