الجمعة، فبراير 26، 2010

النوم ليلة اجازة


" النوم سلطان " كما يقولون لكن ليس بهذا الشكل البشع
فأنا انام ليلا بشكل متقطع للدرجة التى تجعلنى اشعر بارهاق من داوم على السهر لثلاث ليال او أكثر , اغمض جفنى.. واعدا نفسى بأكبر قسط من الراحة والنوم العميق , ماهى الا ساعتين وأجدنى قد استيقظت بلا اى مبرر يذكر ...اتقلب ذات اليمين وذات الشمال - كأننى نائم على اشواك - مقنعا نفسى اننى احلم لكى اوصل النوم رغما عنى ...يعاندنى النوم كعادته فى تلك الليلة بالتحديد ..اقرر اننى لن ايأس فغدا يوم اجازة ..كيف لا استمتع بنوم ليلة يليها يوم كامل من الاجازة ....فأنا لم استمتع بنوم هانىء طوال الاسبوع الماضى ..من جديد يبدوا انه لا امل فى الحصول على نوم عميق بسهولة ...اقرر بعد فترة من التقلب على الفراش اننى ساستيقظ مؤقتا لعمل اى شىء يلهينى عن عناد النوم معى حتى تتثاقل رأسى , وتسقط من التعب فى جب عميق ....بالفعل تقاوم رأسى لمدة ساعة اخرى بعد مشاهدة نصف فيلم على الكومبيوتر ...و بمجرد ان اشعر برغبة جادة ..اقفله او اتركه مفتوحا - لايهم - ... واحاول مجددا الخلود لنوم جديد ....يا مسهل
ساعة اخرى من النوم المريب ..مملوءة باحلام غريبة لا اعرف ان كانت خيرا ام شرا ...استيقظ برغبتى تلك المرة معترضا على مواصلة تلك الاحلام السخيفة التى تفتقر الى قدر كبير من الجودة الفنية ...انظر للساعة بعين نصف مغمضة , اجدها لم تتجاوز الخامسة صباحا .....بالفعل يبدو ان النوم ليلة الاجازة ملعونا بلا سبب ادركه ..
فكم ابحث عن ساعة او اتنين زيادة فى ايام الاسبوع الاخرى المليئة بالكد و العمل المتواصلين ..وكم اوقف المنبه المزعج لاقتلاع خمس دقائق زيادة من الوقت المحدد للصحيان ...
يبدو ان النوم فى ايام الاجازات اصبح عسيرا كالحصول على وظيفة فى تلك الايام ..
تصيبنى هذه النوبات لفترات قصيرة ...احمد الله انها لا تطول , فالنوم بهذه الطريقة لا يختلف عن التعذيب فى المعتقلات بشكل كبير .......
اما عن نوم بقية ايام الاسبوع خصوصا فترة الراحة النهارية - ساعة القيلولة - فحدث ولا حرج .......
فيبدو ان اصدقائى يستكثرون على النوم فيها ايضا ....
مبدأيا انا لا احب اغلاق الموبايل اللعين وانا نائم - يبدو اننى سأغير من تلك العادة قريبا - , وللاسف انا كما يقولون نومى خفيف بدرجة معقولة ...فبمجرد ان يصدر الموبايل انينه المزعج تجدنى قد انتبهت , وطار النوم من عينى بلا رجعة ...... يجيبنى من بالهاتف ...ايه ده هو انت كنت نايم ..صحيتك ؟؟؟....وبالطبع اجاوب بحرج ...لا ابدا , ولا يهمك ......, يرد طيب اقفل واكلمك لما تصحى ؟؟....يبدو انه يستظرف ...امال انا بكلمه ازاى وانا نايم مثلا !! ..... اجيب بنفاذ صبر ..خير .. , لأجده يخبرنى بأى امر تافه كان من الممكن تأجيل الكلام فيه لسنوات عدة لا لساعات ...لكن يبدو ان النوم واصدقائى يصران على معاندتى باستمرار .... و ما عليك منى ومن نومى فالامر هين وبسيط .....اما اذا ادرت ان تتعذب بشكل كامل فلتجلس مع احد اصدقائى الذى من الممكن ان يحيل حياتك الى جحيم بحكاياته عن اجواء النوم الغريبة معه ....
فمثلا احد اصدقائى تمر عليه ايام كثيرة - وهى الاغلب - لا ينام بالليل كما ينام البشر المعتادون ...لتجده يدخل الى الفراش فى ميعاد يبدأ فيه البشر العادييون حياتهم ...ينام النهار كله بلا انقطاع ..يصحو بعد ان تختفى الشمس تماما ..ازعم دائما بوجود نسب بينه وبين دراكولا او احدى سلالات الخفافيش الجبلية ...التى تخشى ضوء الشمس , لا يمر عليه اسبوع ينام فيه بشكل ثابت ...فلديه القدرة الكاملة على السهر لثلاث ليال متصلة كطالب ثانوية عامة قرر الانتحار منها بالمذاكرة والسهر المتواصل معا ....يستطيع اسقاطنا فى اى سهرة واحد تلو الاخر من فرط الارهاق ليقظته التى يحصل عليها من فناجين القهوة الثلاثية المفعول التى يدوام على شربها .... يمكنك ان تراه فى شكل مدمن بعيون متورمة سوداء ..يقاوم النوم لمشاهدة مبارة كرة فى الدورى لنادى لا يشجعه من الاساس ...او يقود سيارته ليدخل بها فى اقرب عمود ليصدمه ليحصل على دقيقة من النوم الممتع على عجلة القيادة ......دائما يبرر سهرة الدائم للصباح بأنه يقوم بأنهاء بعض اعماله ... ودائما يقسم انه لا يحصل على ساعات نوم تفوقنا بل - يا حرام - لا ينام اكثر من ثمان ساعات كالانسان العادى ..... احيانا اصدقه !!!!
النسخة المطابقة لصديقى الاول مع بعض التعديلات ..هى لصديقى الاخر ..الذى تنتابه نفس النوبات التى تنتابنى فى نوم ليلة الاجازة .... يتشابه مع صديقنا الاول ...فى انه فى كثير من الاحيان يبدأ نومه عندما يبدأ الجميع فى النهوض من النوم ...يزداد عليه فى انه يبرر لنفسه نومه النهارى ...بأن النوم يجافيه ليلا , ويصالحه نهارا - لا يدعى العمل كصاحبنا الاول -.. يجد المتعة كل المتعة فى تعكير صفو خروجنا بأدعاء انه فى فترة تضبيط مواعيد نومه - و كأنه سيضبط موازين الكون - ينقل الينا احساس اننا السبب دائما فى عدم انتظام مواعيد نومه ....لا اعرف كيف ؟؟؟
يحاول تضبيط مواعيد نومه باستمرار ..للدرجة التى لا يجيد معها النوم بشكل جيد , يرسم ملامح الفترة القادمة من نظام نومه - ونظامه الغذائى - للدرجة التى تجعله لا يستطيع تنفيذ هذه الملامح بالشكل الامثل كما خطط .....
لا ادعى اننى لا اشتكى من اضطراب نومى احيانا , لكن صديقى الاخير دائم الشكوى للدرجة التى تجعلنا نتمنى نومه ...حتى نرتاح من شكاوية المستمرة - ومنه على وجه الخصوص -
داعين الله ان ينام ملىء جفونه , ومذكرينه بأن نوم الظالم عبادة لا يعانى فيها الظالم كثيرا مثله ....
عزيزى القارىء لن اطيل عليك بحكاياتى انا وزملائى عن صعوبات النوم , و التى تواجهنى فى ايام الاجازة بالتحديد ...فأنا اخشى ان يكون قد اصابك الملل منى ومن زملائى .....واتركك للذهاب فى محاولة جديدة للنوم ...فأنا لم اذق طعم النوم منذ البارحة كالعادة فالليلة كانت ليلة اجازة !!!

هناك تعليق واحد: